توزع القوم في الحياة الدنياالكؤوس المُترَعة، وتداولوا الأواني المملوءة،
وقد رُسم عليها الأسماء المُشتهرة ، ونُحِت على قواريرها العلاماتُ المعروفة
عند السواد الأعظم من خلق الله ممن ضل عن طريق الهُدى ، وكانت حياته المُترفةُ وبالا" عليه
وقد سعوا جاهدين كي يغيب الذهن، ويزولَ العقل، رغبة" في أن تَسرحَ النفوسُ المُكبّلة،
وطمعا" في أن تنطلق الأرواحُ المُقيدة
وهم في ذلك يؤملون الأنس.. وقد أخطأوا بابه، ويطمعون في حصول الفرح ِ..وقد حادوا عن أسبابه،
أزهقوا أنفسَهم من حيث أرادوا إسعادها؛وضيقوا عليها ..من خلال السعي لإطلاقها،
اشتغلت أجسادهم كل صباحٍ حتى غدت كالجماد الذي لاروحَ فيه
همها الأعظم جمعُ المال، ورغبتها الكُبرى حبُّ السيطرة، ومنتهى آمالها حبُّ العيش والرغبةُ في البقاء
فإذا ما أقبلتِ الروح ُمنهم ..فزعى تريدُ غذاءها ،وعطشى تلهث من أجل إروائها،
تؤملُ الأمان فِطرة"، وترجو اللجوء خِلقةً، وتنشد السكينة سكنا"، وتفتش عن الطمأنينةِ مرتعا"،
لم يجدوا إلا الكأس البئيسَ ملجأ"،والخمرة المخامرة للعقل موئلا"،
عَلَّهم أن يُطفئوا نار الحسرةِفي النفوس، ويُهوّنوا من لهيب العطش في الأرواح،
وفي المقابل المؤمنون المُصدّقون
استمسكوا بعُرى الإيمان ، وهجروا طُرقَ المجون،
آياتٌ بيناتٌ تهديهم ، وسُننٌ واضحاتٌ تُرشدهم
ووعدٌٍ كريم ٌيَرتقبونَه ، ورجاءٌ حسن يؤملونه
أيقنوا بدار كريمةٍ فيها الكؤوس المَلىء المتتابعة(وكأسا" دهاقا)،في شربها اللذةُ والأنس
(بيضاء لذة للشاربين)
لاصداع للرأس
(لايصدعون فيها) ولازوال للعقل (ولاينزفون)
نسأل الله الكريم أن يُسقينا إياهاووالدينا على سررٍ متقابلين
